سالازار سليذرين

منزل سيليذرين:




أحد منازل هوجوورتس الأربعة، و أكثرها نجاحاً بعد منزل جريفندور، هناك نظرية تقول: "كل ساحر سلك طريق الشر كان في سيليذرين"، لكنها نظرية لم تثبت حتى الآن، فرغم احتشاد الشخصيات التي لا يحبذها القُراء عادة في سيليذرين، إلا أن جريفندور، و بقية المنازل حفلت بالأشرار، و ربما يكون لورد فولدمورت هو الساحر الأسود العظيم الوحيد المتخرج من سيليذرين، بعد ثبوت أن الساحر الأسود جريندل فالد لم يكن في سيليذرين.

شعار سيليذرين هو الثعبان الفضي، و لونه الأخضر، يرمز اللون الفضي إلى الشر المختفي، و غير المتوقع، كما يرمز إلى البرود الملكي، و العراقة، و هو اللون الذي يطفو على سطح الذاكرة. أما اللون الأخضر، فالثعبان الأخضر رمز الشر في الأسطورة اليابانية، و لون عمق المحيط حيث تختفي الأسرار، كما أنه رمز السحر القديم، و لون تعويذة أفادا كيدافرا القاتلة، و أنه لون الضوء الكاشف، و يرمز كلا اللونين الأخضر الغامق (لون منزل سيليذرين)، و الفضي إلى الذكاء و كثرة الأسرار، و الشخصية المعقدة التي تخفي في طياتها الكثير من المفاجئات، و يتمتع الميالون إلى هذين اللونين بمزاج عملي نشيط، يميل إلى المرح غالباً، لكنه يُسرف في الاكتئاب أحياناً.

يقدر المنزل الطموح العالي، و المكر، و يقبل من يملكون الصفات التي لطالما قدرها سيليذرين في الطلبة الذين انتقاهم بنفسه، الشجاعة، و الدهاء، و الاستخفاف بالقوانين، و الحرص، و الحذر، مع وجود فرع سحري مؤكد في سلالة الساحر أو الساحرة. و هناك أُسر لطالما صنفت في سيليذرين تقليدياً كأسر: بلاك، و مالفوي، و ليسترانج ممن كانوا مع لورد فولدمورت حين ظهوره، و من هذه الأسر، فإن أسرة بلاك قد انتهت، و يبدو أن أسر مالفوي و ليسترانج قد دخلت طور الاحتضار.

شبح البيت هو البارون الدموي، و مدخله جدار حجري في الزنزانات، تقع الغرفة العامة و المهاجع للبيت تحت بحيرة هوجوورتس تماماً، و بحسب رولنغ فإن سيليذرين يتفق جيداً مع العنصر المائي للطبيعة.

يُبدي تلاميذ سيليذرين ميلاً واضحاً للوصفات و الدفاع ضد السحر الأسود، و لعل هذا هو سبب كون معظم أفضل المتعاملين بالوصفات ضمن هذا البيت، و منهم توم ريدل و سيفروس سناب.

رئيس البيت هو: سيفروس سناب.

[b]و رئيسه السابق: (حُجب بسبب قانون سبويلرز)

سالازار.. كلمة إسبانية، تنتمي تحديداً إلى إقليم الباسك، و معناها القصر، و القيصر. كما يميل معظم قُراء و نُقاد هاري بوتر إلى الاعتقاد بأن اسم سالازار مأخوذ من اسم الديكتاتور البرتغالي أنتونين دي أوليفيرا سالازار، حيث عاشت رولنغ فترة من الزمن في البرتغال كمعلمة للغة الإنجليزية.

سيليذرين.. تتعدد معاني الاسم سيليذرين و اشتقاقاته، Slytherin مأخوذ من Slithering و هو انزلاق الحية، أو طريقة تلوي الثعبان و انسلاله في الأرض. و Sly تعني البارع، و تعني الكتوم، و تعني بعيد النظر، كما تعني الخبيث، و ترمز معاني كلمة Sly على التوالي إلى: قيام سالازار سيليذرين ببناء غرفة الأسرار، بعيداً عن أعين رفاقه، و بدون علمهم، لغرض مستقبلي، خفي في نفسه.

و Therein معناها: في تلك المسألة، أو في ذلك المكان، و بجمع Slytherin فإننا نحصل على معنى الاسم:

الرجل بعيد النظر في تلك المسألة.

و الاسم ككل يعطي إيحاء الهسيس.

أحد مؤسسي هوجوورتس، و إليه ينسب المنزل المسمى باسم سيليذرين، هو المؤسس الوحيد الذي ترك المدرسة بعد إنشائها، و لذا يذكر غالباً كآخر المؤسسين رغم شهرته و شهرة بيته.

يميل الرأي العام إلى تحميله مسئولية الخلافات التي عصفت بـ هوجوورتس في عهد المؤسسين، غير أن قبعة التنسيق تنص و بوضوح على أن سعي كل منهم للسيطرة وحده أدى إلى انهيار صداقتهم العظيمة، و رغم كون الخلافات عامة بينهم إلا أن سيليذرين تحزب وحده في الدعوة لتطهير هوجوورتس من ذوي الدم العكر و حفظ السحر في عائلات السحرة، الأمر الذي لم يوافقه عليه بقية المؤسسين.

ترك سالازار سيليذرين هوجوورتس إلى مكان غير معروف ( و يشتبه في عودته لموطنه الأصلي )، تاركاً قلوب الأصدقاء دامية، حزينة. رغم أن الخلافات توقفت، لكنه قبل أن يرحل بنى حجرة الأسرار التي سيفتحها وريثه.

و من معاني اسمه، يُعرف أن سالازار سيليذرين كان متنبئاً، و تنبأ بوريثه الحقيقي و الوحيد قبل تسعمائة عام من ميلاده.

هو أسوأ المؤسسين سمعة على الإطلاق، و يمكن اعتباره واحداً من أردأ السحرة سمعة على الإطلاق، و جميع الشواهد تشير إلى أن سمعة سيليذرين لم تتعرض للتشويه إلا بعد اختفائه المفاجئ من هوجوورتس، إذ أنه كان أعز أصدقاء جودريك جريفندور، و كانت بينه و بين جميع المؤسسين صداقة قديمة و قوية، تنفي سمعته الرديئة كساحر أسود عديم الضمير، و تثبت أن الحدود بين السحر المسموح و السحر الأسود لم تكن بهذه الحدة في زمن إنشاء هوجوورتس، لأن هوجوورتس محمية بما هو أقوى من السحر الأسود و أعمق.

امتلك سالازار سيليذرين قُدرة نادرة لم تُرصد إلا في سلالته، القدرة على الحديث بلغة الثعابين، أو بلسان الثعبان، و اشتهر بلسان الثعبان، أو اللسان المشقوق لهذا. و لهذا كان رمز بيته الثعبان الفضي.

كما أن قُدرته على الحديث بلسان الثعابين التي تستخدم في أسوأ فنون الظلام و أشدها ندرة و انغماساً في الشر أسهم في تثبيت سُمعته كساحر مخيف، بالإضافة إلى الرأي العام المعارض لفكرة نقاء الدم التي تشبث بها سيليذرين، حيث أن ولاءه كان أولاً و أخيراً لدم السحرة، لا للسحرة...

تعمق سيليذرين في فنون السحر الأسود، و جرأته على ارتكاب الأعمال المخيفة، كما معرفته الواسعة بالأفاعي، أدت مجتمعة إلى استيلاده للأفعوان الخرافي (الباسيليسك)، الذي يُحتمل أن يكون استرشد في استيلاده بطريقة هيربو الإغريقي أول مستولد معروف للباسيليسك، مُحتفظاً به في غرفة الأسرار، ليقتل ذوي الدم الخليط يوم أن يفتح وريثه الحجرة، و يأمر الوحش الرابض فيها بالتحرك.

بحسب قبعة التنسيق، يأتي سيليذرين من المستنقعات، و في التقييم الجغرافي لـ بريطانيا، تقع المستنقعات في شرق بريطانيا، وسط إنجلترا، و تحديداً نورفولك، و التي تقع شمال شرق لندن، و تُعزى قدرته على الحديث بلغة الثعابين إلى انتشار المستنقعات في موطنه الأصلي.

سالازار سيليذرين هو الوحيد من بين المؤسسين الأربعة، الذي وُصف بشيء من التفصيل في الرواية، و ذلك بسبب حجرة الأسرار غالباً، كما أن رولنغ تحاول نقل الإنطباع عنه، بأنه امتاز بالقبح، كغالبية السلالات الأكثر نقاء و عراقة و التي يتميز أفرادها بالقبح غالباً، و ذلك لانغلاقها على ذواتها، و تستخدمه كرمز لتدمير الأسس الراسخة للمجتمع الأرستقراطي البريطاني الذي يؤمن بتفوق الدم الأزرق.

سالازار سيليذرين يمتاز بالشجاعة، و المكر، و الاستخفاف بالقوانين، و الحذر، و الدهاء، و الجرأة على السحر الأسود، و عدم خشية العقاب، كما يُبدي ميلاً كبيراً لأن يكون أقل حساسية إزاء المآسي. و يمكنه التسبب في المآسي دون كثير تأنيب ضمير.

يرمز سالازار سيليذرين إلى الملكية في سطوتها، و يمكن أن يُرى ظله في الكثير من الملوك الإنجليز مثل جيمس الثاني، و هنري الثامن، و غيرهم.. كما يُرى ظله في عجرفة الإيمان بتفوق العرق الإنجلوساكسوني، و لهذا فإنه يحظى بأكبر نصيب من التنكيل و التشنيع في الرواية، بغض النظر عن مميزاته من شجاعة، و دهاء، و سعة علم.

"ماذا كنت؟!.. حتى أنني لا أعلم!!"
لورد فولدمورت/ توماس مارفولو ريدل
وُلد توم مارفولو ريدل (لاحقاً، لورد فولدمورت) في ملجأ لأيتام العامة بمدينة لندن ليلة الحادي و الثلاثين من ديسمبر عام 1926 لأم من فرع سحري ينتمي مباشرة إلى سالازار سيليذرين، و أب عامي هو توماس ريدل الأب، و الذي وُصف كشخص ثري، من الطبقة العُليا، فظ و متكبر، كما أنه يمتاز بالوسامة. كان يُشفق على والدة ريدل.
أطلقت عليه أمه اسم توم ريدل تيمناً بأبيه، و جعلت الاسم الأوسط له اسم أبيها، و توفيت بعد ساعة من ولادته.
لم يكن توم ريدل طفلاً عادياً، فنادراً ما بكى حين كان رضيعاً، كما أُحيط بدائرة من الغموض و الأحداث الرهيبة خلال نشأته في الملجأ.
أدرك منذ طفولته المبكرة أنه مُميز:
"أستطيع أن أجعل الحيوانات تطيعني، و يمكنني أن أؤذي من لا أحبهم"، و امتلك عادة شريرة في التسبب بالأذى الخطير لمن يكرهونه، و الاستيلاء على أغراضهم الشخصية، كما أنه امتلك قدرة الحديث بلغة الثعابين بالولادة، و هو ما ورثه عن أمه.
منذ طفولته امتلك مزاجاً برياَ متوحشاً، كانت الفرحة في عينيه برية دائماً، و اعتماده لا يكون إلا على نفسه، ركب القطار وحده إلى حارة دياجون، و حصل على متطلباته الدراسية بنفسه، بدعم صندوق رعاية هوجوورتس.
كان مؤمناً بتفوقه و فرديته منذ طفولته، و قد كره اسمه توم لأن: "هناك الكثير ممن يُدعون توم"، منذ البداية كشف جميع أوراقه، و اعترف بقدرته على الحديث إلى الأفاعي، و سيطرته المهولة على الحيوانات، كما قدرته على التسبب بأشياء رهيبة لمن يؤذونه.
و يشبه توم ريدل في هذا مورغان لا فاي، أخت الملك آرثر غير الشقيقة، ساحرة الظلام، و عدوة ميرلين، كل الشبه، فكلاهما مؤمن بقدرته السحرية، كلاهما ذكي، نشيط، و متوحش.. كلاهما ممتلئ بالمرارة، و كلاهما عدو ميرلين/دمبلدور.
جسدياً، يشبه توم ريدل أباه شديد الشبه، طويل، و فائق الوسامة، و وسامته تزيد كلما تقدم عمره (عكس ما يحصل عادة)، حتى تصل أوجها في منتصف عشريناته قبل أن يبدأ التحول العكسي بسبب التجارب الرهيبة التي يتعرض لها، و يكتسب شكل لورد فولدمورت الحالي المخيف.
شعره أسود كالحبر، و عيناه داكنتا اللون، في أعماقهما خضرة المحيط، و تتوهج فيهما جمرتان ظاهرتان حين يغضب. لونه شاحب..
يكره بشريته، و لذا فإنه يتحول، أكثر فأكثر إلى كائن أقل إنسانية، قاطعاً "أطول شوط نحو الخلود"، لكنه بقي محكوماً بهواجسه (الإنسانية)، الغضب الشديد، الميل إلى الانتقام، الذكريات التي لا تُنسى، العداوات القديمة، الميل إلى الضحك.
لا تؤثر عليه الديمنتورات، بل تتبع أوامره، لأنه أقل إنسانية من كل فرد آخر في الرواية (باستثناء اسم حُجب بسبب قانون سبويلر)، و يمتلك سيطرة مهولة عليها، ناجمة عن سيطرته الكبيرة على مخلوقات الظلام.
بدأ توم ريدل مسيرة ناجحة في هوجوورتس، لم يكن في فريق الكويدتش، و كما يبدو فإنه لم يكن ميالاً للنشاطات الرياضية أو الاجتماعية، لكنه كان دائماً الأول في صفه، الأفضل في كل شيء، و الشخص الذي يعرف أكثر الأشياء عن هوجوورتس، الساحر الأفضل، و زعيم أترابه و من هُم أكبر منه سناً.
جذاب، ذو شخصية آسرة، و لم يُفلت من أسره أساتذته في هوجوورتس، كان التلميذ المُفضل عند رئيس منزله الذي تنبأ له بأنه: "سيكون وزير السحر في غُضون عشرين عاماً"، لكن توم كان واعياً تماماً لفكرة نقاء الدم، و اشتراط نقاء الدم في وزير السحر، لذا فإنه استسخف الفكرة (و ربما لأنه رأى نفسه في مكانة أعلى)، وحده دمبلدور من لم يكن مفتوناً به، لكن علاقته المضطربة و الغامضة به تخفي في داخلها جانباً أعمق، جانباً يُذكر بالصراع بين ميرلين و مورغان لافاي.. توم ريدل لم يكن على عداء واضح مع دمبلدور، لكنه كان يشعر بأن دمبلدور لا يثق به، و أنه يُبقي "عيناً مزعجة" عليه دائماً، و بدوره لم يكن دمبلدور يعرف سبب اشتباهه في توم ريدل، لكنه بقي لا يرتاح إليه، رغم أنه كان مُعجباً باستقلاليته الشديدة، بشكل عام ازدرى دمبلدور فكرة أن توم ريدل هو قائد أترابه، و لم يُقم وزناً لحقيقة قدرة توم ريدل على الحديث بلغة الأفاعي، كان يشعر باستخفاف عميق لهذه الفكرة، لذا فإنه كان يتحرك ضد توم سراً، و يوصي مدير (المفتون بـ توم) لينفذ أموراً مُعاكسة لرغبات توم. لكنه بقي صامتاً لا يُبدي رأياً فيه طول حياته في هوجوورتس، و بعد أن أصبح لورد فولدمورت، أدرك دمبلدور أن استخفافه بتلميذه القديم كان في غير محله.
كان جماعاً للجوائز، حصل على وسام الاستحقاق السحري، و على جائزة خاصة لخدمة جليلة أداها للمدرسة كانت عبارة عن درع مربع الشكل، و يخبر رون ويزلي بأنه: "تعب من تلميع درعه و كؤوسه"، بالإضافة إلى كونه التلميذ المثالي، ثم رئيس الطلبة في سنته النهائية.
فتح غرفة الأسرار حين كان في سنته الخامسة، بعد أن اكتشف كامل ميراثه من سيليذرين، و تسبب في موت ميرتل النائحة، و مهاجمة آخرين من السحرة ذوي الأصول العامية. ثُم اغتال والده و جديه في سنته السادسة و تسبب في موت خاله.
حصل على خاتم سالازار سيليذرين في صيف سنته السابعة في هوجوورتس، و بقي يرتديه دائماً، إلى أن قرر التخلي عنه و إخفائه في أنقاض الخراب الذي عاشت فيه والدته.
تأكد الجميع من أن مُستقبله السحري سيكون عظيماً، و رُشح للعمل في وزارة السحر، كمطارد للسحرة الأشرار، لكنه رفض العمل في وزارة السحر، و أراد في سن الثامنة عشرة أن يكون مُعلم الدفاع ضد فنون السحر الأسود، الأمر الذي أوصى دمبلدور أرماندو ديبيت مدير هوجوورتس وقتها برفضه نظراً لـ "افتقاده للخبرة اللازمة".
عمل كمندوب مبيعات بعد تخرجه، و اعتمد في هذا على وسامته و قدرته على الإقناع، و حقق نجاحاً كبيراً في عمله.
كان من المؤكد أن توم ريدل لن يستمر في عمله هذا فترة طويلة لذا فإنه اختفى فجأة، و غاب ما يقرب من عشر سنوات ليعود بعدها حين تولى ألباس دمبلدور إدارة مدرسة هوجوورتس و يذكره بطلبه القديم، كان قد تحول كلياً، و واصل تحوله قاطعاً كل صلة له بماضيه غير أن ألباس دمبلدور بقي يُصر على مناداته توم، متعللاً بأنها كأستاذ متقدم في السن لا يمكن أن ينسى تلاميذه القدامى، أو أن تتغير نظرته إليهم، مع هذا فإن دمبلدور يُشير إليه باعتباره: لورد فولدمورت، حين يتحدث عنه.
واصل توم ريدل سنوات اختفائه، و يتحدث دمبلدور عنه في تلك الفترة بأنه : "سافر كثيراً، و بعيداً، رافق أسوأ جنس السحرة، و خضع للكثير من التجارب الرهيبة و التحولات المروعة". و يُعتقد أن توم ريدل كان يجمع مُقتنيات المؤسسين الأربعة في رحلته الطويلة.
من زملائه في المدرسة، و أصدقائه الأقرب و الأكثر حميمية جمع نواة أكلة الموت الأولى، فُرسان والبُرجا، أو صيغتهم الأولى، جماعة 1956 و التي ضمت: أنتونين دولوهوف، و ترافيرس مولسيبير، و إيفان روزير، و نوت (والد ثيودور نوت، و يُعتقد أن اسمه الأول ثيودور أيضاً)، زميله في سيليذرين بالإضافة إلى رودلفوس ليسترانج، و آفيري.
يُعتقد أن أنتونين دولوهوف تشيكي، و إيفان روزير جرماني أو سكندنافي، فيما ترافيرس موليسبير المتوحش فرنسي، و من هذا يمكننا أن نستشف بوضوح كيف جمع فولدمورت جماعته خلال سفره الطويل، و أصبح دولوهوف و روزير و مولسيبير أشهر أكلة الموت، و قُتل منهم روزير في معركة شرسة ضد سحرة أورور الذين قتلوه بعد أن رفض الاستسلام لهم.
حين عاد فولدمورت للمرة الثانية مع رفاقه كان واضحاً أنه قد حزم أمره جيداً، سببت جماعته (فُرسان والبُرجا) الكثير من الأذى عبر أوروبا، و مشرت رُعباً هائلاً، و بعد الرحلة الثانية، أيقن فولدمورت بأنه قد قطع أكبر شوط نحو الخلود، غير اسم جماعته إلى أكلة الموت (الموت بمعناه المُجرد، و ليس الموتى)، و واصل تحديه، هذه المرة، اتسعت جماعته، و انضمت أسر رفاقه له، فأصبح من أتباعه: أغسطس روكوود، و بيلاتريكس بلاك ليسترانج زوجة رودلفوس ليسترانج، و رابستان ليسترانج شقيق رودلفوس، كما انضم إليه لوشيوس مالفوي الذي أصبح من المُقربين إليه، و نارسيسا بلاك مالفوي زوجة لوشيوس و شقيقة بيلاتريكس، و سيفروس سناب التابع الأهم و الأكثر غموضاً، و أول أكلة الموت الذين انقلبوا عليه في حياته، و إيجور كاكاروف البلغاري مدير معهد دارمسترانج السحري، و بارتيميوس كروتش الابن و الذي كان أصغر آكل موت على الإطلاق، بالإضافة إلى لودفيك (لودو) باجمان، و الذي خرج من أزكابان بعد أن ادعى جهله بكون روكوود جاسوس فولدمورت في الوزارة، كما أصبح كراب و جويل من أتباعه، و هناك الكثير جداً من أكلة الموت الذين لم يظهروا بعد، و الجدد الذين انضموا إليه في الحرب الثانية..
كانت سيطرة فولدمورت في عهد قوته الأول مهولة، استخدم فولدمورت سيطرته على الحيوانات، و جند مخلوقات الظلام في جيشه، هاجم الوزارة بالتنانين و الدمنتورات و الموتى، كما جند المُستذئبين، و مصاصي الدماء، و العمالقة، و الأقزام، و أنصاف البشر في جيشه الهائل، و عم أذاه ليس فقط بريطانيا، بل مُعظم أوروبا.
جند ألباس دمبلدور جماعة من المقربين إليه للتصدي لـ فولدمورت، و سماهم نظام العنقاء، نسبة لعنقائه فاوكس الذي تمد ريشته فولدمورت بالقوة، و عمل متخفياً بأساليب فولدمورت.
أصابت الجماعة شيئاً من النجاح مع سحرة الوزارة، و الذين منحهم بارتيميوس كروتش الأب صلاحيات غير مسبوقة للتصدي لعنف أكلة الموت بالعنف، فغرق العالم السحري في دوامة من العنف، غير أن فولدمورت بطش بأفراد جماعة العنقاء، و قتل أكلة الموت نصفهم.
استمر عهد قوة فولدمورت إلى العام ثمانين، حين تنبأت سيبيل تريلاوني بظهور صاحب القوة التي ستقهر أمير الظلام، و وجد فولدمورت الذي لم تصله النبوءة كاملة نفسه أمام خيارين، الأول هاري بوتر ابن ليلي و جيمس بوتر اللذين فرا حيين من أمامه ثلاث مرات، و الثاني هو نيفيل لونج بوتوم ابن أليس و فرانك لونج بوتوم الذين فرا من أمامه أيضاً ثلاث مرات، و لم يُضيع فولدمورت وقته؛ فاختار هاري بوتر ذي الأصول المختلطة مثله، و رأى نفسه فيه.
خبأ دمبلدور أسرة بوتر في حرم جودريك مُستخدماً تعويذة فيديليوس التي اشترك في تلاوتها معظم أفراد جماعة العنقاء، و لأن التعويذة تقتضي وجود كاتم لأسرار آل بوتر، فقد عرض دمبلدور على جيمس بوتر أن يكون كاتم الأسرار غير أن جيمس رفض، و عين سيريوس بلاك ككاتم للأسرار، ثم غير سيريوس الخطة و دفع بـ بيتر بيتيجرو (ورمتيل) ليكون كاتم الأسرار بدلاً عنه، لأنه عرف بأن فولدموت سيعلم بشأن تعويذة فيديليوس، و سيعرف بأنه كاتم الأسرار، لذا قرر تضليله، غير أن ورمتيل الخائن قدم أسرة بوتر بسهولة إلى فولدمورت.
ظهر فولدمورت في منزل آل بوتر ليلة الحادي و الثلاثين من أكتوبر (ليلة الهالوين/ عيد جميع القديسين و هي الليلة المعاكسة لليلة والبرجا في التقويم) عام 1981 ليتصدى له جيمس بوتر في منازلة بطولية، قتل فولدمورت جيمس بوتر بسهولة باستخدام تعويذة أفاداكيدافرا، و خطا على جسده إلى ليلي بوتر مُطالباً إياها بتسليمه الرضيع، لكنها رفضت و استبسلت في رفضها ليضطر فولدمورت إلى قتلها، بعدما كان ينوي ألا يقتلها في البداية، بعدها ضحك فولدمورت ضحكة رهيبة، و رفع عصاه موجهاً تعويذة أفادا كيدافرا نحو هاري بوتر الرضيع، لكن تعويذة الحماية التي فعلتها ليلي بتضحيتها أدت إلى ارتداد التعويذة إلى لورد فولدمورت، فمزقته.. و ألقته بعيداً عن جسده ليهيم كروح ضائعة ثلاثة عشر عاماً، و يتخذ له ملجأ في غابة في ألبانيا..
التغريبة:
قضى فولدمورت ثلاثة عشر عاماً هائماً كشبح، لم يعرف ما هو، و لا ما سيفعل، كان غير قادر على ممارسة السحر، و لم تبقى له إلا قدرة الحلول في الأجساد، فاتخذ أجساد الأفاعي مسكناً له، منتظراً أكلة الموت، لكنهم خذلوه، و ألقوا أنفسهم في أحضان أعدائه مُدعين البراءة و الجهل.
فجأة ظهر ساحر أحمق و صغير السن، لورانس كويريل معلم الدفاع ضد السحر الأسود في هوجوورتس، ظهر في الغابة التي اتخذها فولدمورت ملجأ له، باحثاً عنه، و مُتخذاً منه معلماً..
كان الدرس الأهم الذي تعلمه لاري كويريل من سيده، و هو الدرس الذي يلخص فلسفته كلها:
"لا يوجد خير أو شر.. توجد قدرة فقط.."
احتل فولدمورت جسد كويريل الذي عاد به إلى بريطانيا، و خطط لسرقة حجر الفلاسفة الذي كان دمبلدور يحتفظ به لـ نيكولاس فلامل في بنك جرينجوتس.
كانت خطة يائسة، فـ فولدمورت يعرف تماماً أن استخدامه لإكسير الخلود يجعله عبداً لحجر الفلاسفة إلى الأبد، لكنه لم يملك وقتها إلا السعي وراءه، و امتلك في غربته نفوذاً كافياً ليخطط لسرقة الحجر من داخل بنك جرينجوتس نفسه، لكن الخطة فشلت بسبب نقل دمبلدور للحجر إلى هوجوورتس، حيث كان على فولدمورت أن يسيطر على كويريل ليعرف طريقة الوصول إلى الحجر.
بسبب خطة دمبلدور التي أدت إلى نقل الحجر إلى ملكية هاري، لم يتمكن فولدمورت من الوصول إليه، كان هاري محمياً بدم أمه، و فولدمورت غير قادر على لمسه دون أن يحترق. أغمي على هاري، و توفي كويريل فيما رحل فولدمورت عائداً إلى غابته حيث أمضى ثلاث سنوات أخرى في العزلة.
العودة:
في نهاية سنة هاري بوتر الثالثة في هوجوورتس، تنبأت سيبيل تريلاوني معلمة التنبؤ بعودة فولدمورت، حيث قالت أن الخادم سيتحرر و يعود إلى سيده قبل منتصف الليل، و هذا ما حدث. حيث كشف بيتر بيتيجرو الشهير بـ ورمتيل و المختفي في إهاب سكابرز فأر رون، و هرب من هاري و رفاقه ليحاول البحث عن سيده، و نجح فعلاً في الوصول إليه ليضع نفسه تحت تصرفه.
أرشد فولدمورت ورمتيل إلى طريقة صنع وصفة للحصول على جسد مؤقت لنفسه، كانت الوصفة مصنوعة من سم الأفعى الذي تجرعه فولدمورت كما تجرع الحقد و المرارة طوال حياته.
عثر بيتيجرو في إحدى جولاته للحصول على الطعام على ساحرة تعمل في الوزارة اسمها بيرثا جوركنز، و لأنه كان أقوى منها فقد أجبرها على المجيء معه لرؤية فولدمورت الذي وصفها بأنها: "كانت منجماً تفوق قيمته كل أحلامي"، فحطم فولدمورت تعاويذ النسيان التي تلاها بارتيميوس كروتش الأب على بيرثا جوركنز لتنسى مقابلتها لابنه، و حصل منها على معلومات هامة تتعلق بآكل الموت الأشد إخلاصاً له بارتيميوس كروتش الابن، و استعداده لخدمته في أي وقت، كما حصل منها أيضاً على معلومات تتعلق بكأس العالم للكويدتش، و دورة السحرة الثلاثة.
قتل فولدمورت بيرثا بعد أن أصبحت غير ذات أهمية له، و خطط لعودته إلى بريطانيا مع تابعه ورمتيل.
و في الرحلة تتجلى العلاقة بين فولدمورت و ورمتيل بكامل أبعادها، فـ فولدمورت القوي و المسيطر يعامل ورمتيل كأدنى من عبد رغم أن فولدمورت في حالة عجز كامل، فيما ورمتيل قادر على الهرب و التخفي، بينما يطيعه هذا الأخير بمذلة و مسكنة، فـ فولدمورت ظل طاغٍ جبار حتى في عجزه، و ورمتيل يحتاج دائماً للاختباء في عباءة رجل أقوى منه، كان رفاقه في المدرسة، جيمس و سيريوس و ريموس يقدمون له هذه العباءة، لكن عباءة فولدمورت الطاغية القاسي كانت أنسب عباءة ليختفي فيها شخص منسحق الشخصية كـ ورمتيل..
فولدمورت النزق يحقر ورمتيل طوال الرحلة، و يسخر منه، لكنه يُقر بأهميته له، فلولا مساعدته ما عاد، لذا يرسم له دوراً معيناً في خطة رجوعه الرهيبة.
يستقر فولدمورت و ورمتيل في منزل آل ريدل، منزل والد فولدمورت، و يرتاح فولدمورت في محل إقامته الجديد، حيث يعيش بشكل جيد، و ترتاح حيته العملاقة ناجيني التي أحضرها معه من غربته في ألبانيا، و في خلال راحته تظهر علامات شخصيته المميزة، النزق، المرح، و القسوة، حيث يقتل فرانك بيريس البستاني العجوز دون أدنى شعور بالذنب، و تظهر علامات الاتصال بينه و بين هاري بوتر.
بسبب إخلاص تابعه بارتيميوس كروتش و ذكاء خطته يستعيد فولدمورت جسده بوصفة سحرية رهيبة، قوامها عظام أبيه التي تؤخذ جهلاً، و دم عدوه الذي يؤخذ غصباً، و لحم تابعه الذي يُعطى طاعة، تابعه ورمتيل، و عدوه هاري بوتر طبعاً. و يكسر حصانة هاري بوتر بالأخذ من نفس دمه المحمي.. كما يكتشف أن عصا هاري شقيقة عصاه، لذا فإنهما لا يستطيعان أن يلتقيا في مبارزة.

عاد فولدمورت الآن.. عاد أشرس و أقوى من ذي قبل.. عاد مترعاً بالمرارة لأن أكلة الموت قبلوا التضحية به ليظهر من بينهم قائد جديد.. ادعوا البراءة و الجهل.. و ألقوا أنفسهم في أحضان أعدائه..
عاد فولدمورت.. غاضباً.. حاقداً.. على أكلة الموت في المقام الأول.. على عائلته الحقيقية كما يدعوها..
"أنا لا أصفح و لا أنسى.. أريد ثلاثة عشر عاماً تعويضاً لأصفح.."
يريد منهم ثلاثة عشر عاماً بدل الأعوام التي قضاها في منفاه.. عاد فولدمورت.. و عاد أستاذه القديم دمبلدور ليتصدى له.. فخلال ساعة من رجعته استدعى دمبلدور نصف أعضاء نظام العنقاء و بدأ خططاً جديدة للوقوف في وجه فولدمورت..
رغم أنه لم يصفح بعد عن أكلة الموت، إلا أنه خطط جدياً لإطلاق سراح أكلة الموت المحتجزين في أزكابان، لعدة أسباب، منها أنهم كانوا عائلته، و أنهم اعتقلوا لأجل استمرارهم في الولاء له، و منها أيضاً أنه كان بحاجة ماسة إلى كل عون ممكن.. فنسق هروبهم من أزكابان ببراعة متناهية.. و تسبب في مغادرة الديمنتورات لسجن أزكابان..
كان قراره الأول هو سرقة النبوءة من دائرة الغرائب و الأسرار ليعرف محتواها، و نتيجة لهذا فإنه أمر أتباعه في حفل إعادة الاتحاد بالصمت التام إزاء كل ما يتعلق بعودته، و بالكف عن الترويع، لكن المعلومات التي قدمها له أفيري بشأن النبوءات في الدائرة كانت خاطئة، و ضيعت عليه شهوراً من التخطيط، قبل أن يأتي روكوود الذي كان يعمل في الدائرة ليصحح معلومات فولدمورت.
نال أفيري تعذيباً شديداً كالذي ناله أول مرة عندما طلب من فولدمورت السماح، و قرر فولدمورت الاستفادة من الصلة بينه و بين هاري ليقتحم عقله و يجبره على التوجه إلى دائرة الغرائب و الأسرار لأخذ النبوءة.
في ذلك الوقت كانت وزارة السحر تحارب بشدة كل القائلين بعودة الذي ينبغي ألا يذكر اسمه، و تضغط على دمبلدور و هاري ليغيرا أقوالهما، و لم يفعل فولدمورت ما من شأنه دعم رواية دمبلدور و هاري بشأن عودته، حتى أنه ضرب صفحاً مؤقتاً عن فرار إيجور كاكاروف مدير معهد دارمسترانج السحري، رغم علم هذا الأخير بعودة فولدمورت.
فرقة أكلة الموت الذين واجهوا هاري و رفاقه المراهقين، بالإضافة إلى نصف أعضاء جماعة العنقاء فشلت في استعادة النبوءة، و خافت من مجيء دمبلدور الذي قبض عليهم جميعاً، لذا ظهر فولدمورت في وزارة السحر و قاتل دمبلدور بشراسة..
في معركة دائرة الغرائب و الأسرار تبدت العلاقة المتناقضة، و المعقدة بين دمبلدور و فولدمورت، علاقتهما ليست علاقة عدو بعدو، و لكنهما أكثر ميلاً إلى رفقة بعضهما رغم الكراهية الكبيرة التي يكنها كل منهما للآخر، دمبلدور استخدم تعازيماً مخيفة لقتال فولدمورت، فناداه فولدمورت قائلاً:
"أنت لا تريد قتلي بهذه الطريقة الوحشية يا دمبلدور"
ليأتي رد دمبلدور بصرامة:
"قتلك وحده فحسب لا يكفيني.."
فيأتي اعتراض فولدمورت الساخر:
"ماذا يمكن أن يكون أسوأ من الموت؟"
يعود دمبلدور إلى نبرة المعلم، و يخبر فولدمورت:
"لقد كان فشلك في إدراك أن هناك طرقاً أكثر لتحطيم رجل من الموت هو نقطة إخفاقك الكبرى.."
فشل فولدمورت في إدراك أن هناك ما يتخطى الموت و الحياة!.. لقد خاف فولدمورت من الموت.. كان الموت رهابه.. فولدمورت يريد أن يعيش إلى الأبد.. لذا فإنه تخطى الحد الفاصل بين الموت و الحياة، و أصبح كائناً "حياً جداً" لكنه ليس حياً كالآخرين، أصبح كائناً غير بشري أكثر، و الكمال نفسه نقص، ففي داخل الحياة التي استلبها فولدمورت لنفسه تتجذر أسباب الفناء، و يعرف دمبلدور هذا، لكن دمبلدور يذهب إلى ما هو أبعد من الإدراك الطبيعي، دمبلدور يؤمن بالصلة الحقيقية بين عالم الأحياء و الموتى، و يؤمن بان من رحلوا لم يرحلوا تماماً، إنه يعرف جيداً أن بإمكانه أن يستشف السحر الهائل الذي للرحيل، و يؤمن بشيء ما بعيد و غامض لكن فيه فناء تلميذه الذي أنكر هذه الصلة و آمن بأن الموت عدم، و الحياة وجود.
دمبلدور لم يقتل فولدمورت حين سنحت له الفرصة ليفعل ذلك أكثر من مرة، بل إن مبارزته معه أثرت على صحته تأثيراً كبيراً، لهذا فإن فولدمورت يغسل يديه تماماً من دمبلدور، و يعتبر أن قتله لم يعد عملاً مجدياً بالنسبة له هو كـ لورد فولدمورت، فيوكل مهمة قتله لـ أكلة الموت.
بعد أن يظهر فولدمورت في الوزارة، و يراه أعضاء جماعة العنقاء، و وزير السحر كورنيليوس فودج مع سحرة الوزارة، لم يعد ممكناً إخفاء حقيقة عودته أكثر، فتصدر وزارة السحر بياناً حول عودته، و يصبح وجوده حقيقة يعيها كل السحرة، لذا فإن فولدمورت يرى ألا قيمة للانتظار، فيبدأ في إعادة سيرته الأولى، و في غضون ثلاثة أشهر، يزرع رعباً هائلاً في البلاد، و يلاحظ العامة أفعال أكلة الموت، و رغم أنه يبقي على لوشيوس مالفوي في السجن لشدة غضبه منه، إلا أنه يبدأ في حملة ثانية، فيستدعي كل أكلة الموت من جميع الأقطار، و يتحالف مع المخلوقات السحرية، و كائنات الظلام، في حرب كبرى شاملة، يسلك فيها أكلة الموت سلوك الإعصار، و يشيع الذعر و الخوف في كل الأرجاء، فيكون عهد عودته في فترة قياسية أكثر رعباً من أي وقت عرفه السحرة فيما مضى، و يصبح ضرورياً لمواجهته البحث في جذور فنائه من ماضيه.
قد يصعب الحديث عن سيرة عقلية لـ فولدمورت، لكن الواقع أن فولدمورت الساحر العظيم قد رأى مكانه منذ الصغر، و لأنه نشأ بشكل ملحمي مروع، فإنه ازدرى سحر الحماية المرتبط بالحب، و في هذا يعتبره دمبلدور "جاهلاً بشكل مؤسف"، و ربما يدرك فولدمورت جهله هذا أكثر مما يعتقد الآخرون، لكنه يواصل بمعارف سحرية مرعبة.
أكلة الموت (فرسان والبرجا سابقاً)، أهم عائلته أم خدمه؟!
دمبلدور يُصر على أن فولدمورت لا يملك صديقاً أبداً، و لا يثق إلا بنفسه، إن أكلة الموت هم خدمه أكثر مما هم أصدقاؤه، لكن فولدمورت يصر على أن أكلة الموت أصدقاؤه، و عائلته الحقيقية، أولئك الذين اختارهم و اختاروه.
إذا صحت رؤية فولدمورت لـ أكلة الموت، فإنه سيكون أقسى رب عائلة في التاريخ، ذلك أنه يعاقب أكلة الموت بقسوة للمرارات التي راكمها في نفسه مرارة إثر مرارة خلال ثلاثة عشر عاماً، إنه لن يسامحهم أبداً لنسيانهم له، لن يسامحهم لنفيه، لن يسامحهم لإيمانهم بـ هاري بوتر كزعيم جديد لهم، لن يسامحهم لضياع النبوءة، و لن يسامحهم لضياع مفكرته..
توم مارفولو ريدل/لورد فولدمورت شبيه بالدكتور جيكل في رواية دكتور جيكل و السيد هايد، دكتور جيكل الهادئ و المحترم ذي المكانة الاجتماعية العالية، و الخلق الرفيع، و العلم الكبير. الذي يعيش بداخله السيد هايد، الشخص الوضيع و المنحل، الذي لن يتورع عن ارتكاب أي فعل أثيم. يبدأ الدكتور جيكل قادراً على التفريق بين شخصيته و بين شخصية السيد هايد، لكن هذه الخطوط تنمحي تدريجياً، فلا تعود الأنا العليا للدكتور جيكل قادرة على التفريق بينه و بين السيد هايد، و تنمحي الفواصل ليتعذر التمييز، أين يبدأ دكتور جيكل و أين ينتهي السيد هايد.
هذه الحالة المتقدمة من فصام الشخصية تشابه حالة فولدمورت، الهادئ الرقيق الرصين في القشرة الخارجية، لكن المرح بصخب، المتوحش، القاسي، الذي لا يستقذر جرماً أبداً في الداخل، و مع هذا فإن فولدمورت في داخله كورقة محترقة، لمسة تكفي لتحيلها رماداً، قلق، متوتر، حزين، و مجروح بشدة، وحيد، و مفكر، يسعى إلى اللا نهاية في مسعى إنساني يحكمه عبث كعبث سيزيف و هو يدفع صخرته الأبدية إلى القمة.